تتناقل المنافذ الإعلامية أخبار القمر قبل بدء فصل جديد في الفضاء. فقد تهبط أول مهمة خاصة على سطح القمر في وقت مبكر من شهر فبراير. وبشكل منفصل، تهدف وكالة «ناسا» إلى إرسال رواد فضاء إلى القمر خلال السنوات القليلة المقبلة.
تحث «ريبيكا بويل»، صحفية علمية، على إجراء تحقيق أعمق في الدافع للعودة بعد أكثر من 50 عاماً من آخر هبوط أميركي على سطح القمر. وظهر الجدل في أواخر العام الماضي عندما شجبت محمية نافاجو (أو قبيلة نافاجو) مهمة تجارية لنقل رفات بشرية، بحجة أن مثل هذه الرواسب على القمر من شأنها أن تدنس الفضاء المقدس. (لكن تلك المركبة الفضائية فشلت في منتصف الرحلة).
ويتتبع كتاب «بويل» الجديد، «قمرنا: كيف حول رفيق الأرض السماوي الكوكب، ووجّه التطور، وجعلنا ما نحن عليه»، العلاقة المتشابكة بشكل وثيق بين القمر والأرض والإنسانية. وفي مقابلة معها، تستكشف «بويل» الإشراف على القمر، والتعدين على القمر، وقضية إعادة الناس إلى القمر.
بسؤالها عن آمالها ومخاوفها المرتبطة بالعصر الجديد في الفضاء، خاصة ونحن على وشك أن نشهد قريباً أول هبوط على سطح القمر لمهمة خاصة، أعربت «بويل» عن أملها في أن ينجح الهبوط القادم، وقالت إنها تأمل أيضاً أن يكون الناس أكثر وعياً بما يجري هناك. وأضافت أنها تعتقد أن مشكلة بقايا الجثث البشرية المحترقة تُظهر أنه لم يكن هناك الكثير من الوعي حول هذا البرنامج برمته.
تقول «بويل» إنها كتبت عن هذا لسنوات في المجلات العلمية، لكن هذه القضية لا تحظى بالقدر نفسه من الاهتمام من الصحافة العامة غير العلمية.
وعن الحجة الأكثر إقناعاً للولايات المتحدة لإعادة البشر إلى القمر، ربما بحلول عام 2026، أكدت أنها تعتقد أن هذا سيكون أمراً جيداً للبشرية بشكل عام، وأنه سيكون أمراً رائعاً للأميركيين، مرة أخرى، أن يتم إرسال أشخاص إلى هناك. وأضافت أن هناك دائماً قيمة في الاستكشاف وتعلم شيء جديد ومحاولة تجاوز حدودنا كجنس بشري.
وقالت «بويل» إن هناك قيمة كبيرة في التواجد هناك من أجل العلوم. لا يوجد شيء يمكن أن يحل محل الطيار البشري، ومجموعة العيون البشرية، والأيدي البشرية التي تلتقط شيئاً ما وتتأمله، وتفضل هذه الصخرة على تلك، إن هذا لا يقدر بثمن عندما تتحدث عن إحضار العينات إلى الوطن.
وأضافت «بويل» أنها تعتقد أنه عند العودة إلى القمر، ستكون هناك حاجة إلى التفكير في الأمور التي نسعى إلى تحقيقها من وراء ذلك، وما الذي نمثله. وأشارت إلى اللوحة التي رسمها «باز ألدرين» و«نيل أرمسترونج» على متن رحلة أبولو 11، والتي تقول: «لقد جئنا بسلام من أجل البشرية جمعاء». إذا وضعت ذلك في سياق الحرب الباردة، وهو الوقت الذي حدث فيه ذلك، فسيكون هذا أمراً استثنائياً حقاً.
وأضافت أنها تعتقد أن هذه هي الطريقة التي يجب أن ننظر بها إلى هذا المشروع برمته: أنه للجميع. القمر ملك للجميع، مما يعني أنه لا ينتمي لأحد.
وعن رأيها في الكيفية التي يجب بها الاهتمام بالقمر، قالت إن هناك حاجة للتفكير فيما نفعله بالقمر وفي طريقة تعاملنا مع هذا الكوكب. هناك الكثير من الإثارة، وهناك الكثير من الاهتمام بكسب المال أو إنشاء اقتصاد قمري جديد من نوع ما. لكن ربما يكون هناك نقاش أقل حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه الأمر، أو من يجب أن يكون له دور في ذلك، أو من يجب أن يكون له رأي.
وبسؤالها عما إذا كانت تشعر بالقلق بشأن التغيرات الفيزيائية على القمر، ردت «بويل» بالإيجاب؛ لأنه لا يوجد محو لأي شيء تم وضعه أو فعله هناك. وقالت إنه لا تزال مركبات أبولو ومركبات أبولو الجوالة موجودة على سطح القمر، ومن المحتمل أنها تعرضت للقصف بالنيازك الدقيقة، والغبار الفضائي المتطاير حولها، وبالتأكيد قصفت بإشعاعات الشمس والمصادر الكونية. لكنهم لن يذهبوا إلى أي مكان. لا توجد رياح. ليس هناك مطر ليغسله. وأضافت أنه في هذا السباق الفضائي الجديد المتهور الذي يشهده العالم، ربما لا يفكر الناس في هذه الأشياء قدر الإمكان.
ورداً على سؤال حول من المسؤول عن إثارة هذه المناقشات -هل هي «ناسا»، أم الصحافة، أم أصحاب المصلحة الآخرين؟ قالت كل هؤلاء. وأوضحت أن «ناسا» مؤسسة قوية جداً فيما يتعلق بما يشعر به الناس تجاه الأرض بأكملها وبيئة الفضاء بأكملها. لكنها لا تعتقد أنهم ارتكبوا أي خطأ، بل فقط أنه يجب أن يكون هناك اعتبار أوسع.... هناك هيئات دولية يمكنها أن تكون أكثر استباقية.
وقالت «بويل» إنها تعتقد أن محاولة «ناسا» - اتفاقيات أرتميس الجديدة هي بمثابة نسخة من معاهدة الفضاء، في الأساس. وهذا يؤكد معاهدة الفضاء الخارجي الحالية التي يعود تاريخها إلى عام 1967، ولكنها تقدم بعض المفاهيم وطرق العمل معاً.... لا توجد هيئة دولية مسؤولة هنا. لا يوجد أحد مسؤول حقاً.
وأكدت «بويل» أن استخراج مياه القمر هو أحد الأهداف المعلنة لبرنامج خدمات الحمولة القمرية التجارية بأكمله ووكالة «ناسا» بشكل عام - فهم يأملون حقاً أن يعمل برنامج الخدمات التجارية للحمولة القمرية CLPS على تعزيز تطوير شركات جديدة ستذهب إلى هناك وتفعل أشياء من هذا القبيل، وتستخرج أشياء مثل المياه القمرية.
وتضيف «بويل»: إنهم يطلقون مركبة جوالة أخرى (من المحتمل في أواخر عام 2024) والتي هدفها الكامل هو البحث عن الماء، وستتجه إلى القطب الجنوبي للقمر. هذا هو المكان الذي من المحتمل أن يوجد فيه مستوى معين من وفرة المياه المخزنة إما في معادن مائية أو ربما في نوع من الرواسب تحت السطح التي يمكن للناس الوصول إليها واستخدامها، من الناحية النظرية - إما للاستخدام البشري، ولكن على الأرجح لأشياء مثل وقود الصواريخ.
سارة ماتوسيك
صحفية في كريستيان ساينس مونيتور.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»